الأربعاء، 26 أغسطس 2015

لأنك مُذهلة


لأنك مذهلة ..

تتساقطين كألامطار ..

وتظللين كألسحاب ..

وتبهرين كألقمر المكتمل ..

تهطلين بلا رعود وتومضي بلا ضجيج ..

وانا كطفل يجري تحت كل ذاك ..

ويرقص على ذاك الايقاع القادم من الزمن الموزاري ..

كثير من الاناث لهن سحر ولكنه لم يحرك شعوري العنيد ..
منذ عام وانا انتظر ان يطل القمر بدون موعد ..

ويكتمل البدر بدون ان يتقيد بالتاريخ ..

لأنك مذهلة ..

احاول ان اعيد تصفيف شعري الذي لن ترينه ..

واعيد هندام هيئتي التي لم تلوح لك ..

واخصم من عمري عشرون خريفا مضت لكي اصبح طفل..
طفل لا تحاسبيه على كل الجنون الذي سيفعل ..

واعيد الى عقارب الزمن كل الافراح التي سرقت مني ..
وكل اللحظات التي سقطت سهوا وعمدا ..

وارقص على وقع كلماتك واصرخ بصمت ..





واخفي عنك كل ذلك ..

فقد علمتني الحياة ان لا افضح كل شيء ..

وان ادع احساسك فقط من يحدثك عني ..

لأنك مذهلة ..

سأحاول ان لا اشطح كثيرا بوصفك ..

حتى لا تضنيه من تفهات كل الرجال ..

تلك التفاهات التي يسردونها على مسامع كل الاناث ..

وسأجلس امام تلك الصورة التي ارسمها لك منذ عام واكثر ..

وانظر بشقف الى ذاك الفستان الوردي الطويل..

الذي تجرينه خلفك مثل واحساسي..

وامسك بيدك في خيالي ونرقص تلك الرقصة التي لا اعرفها ..


وانت تمسكين بيدي مردده ون تو ثري فور ..

تعلميني وقع خطوات الرقص ..


فأنا احب ان اكون تلميذك في كل شيء ..

لانك مذهلة ..

ساقول لك بالنيابة عن خجلي انك تعجيبني ..

وعندما اوصف حرفك ذات مرة ستفهمين انك انت الحرف ..

ذلك الحرف الساكن مليئ النطق ..


لذلك ستحتوين كل جنوني لانك مذهلة..

وتعيدين كل جملي التي كسرتها اللحظات..

مهلا مهلا مهلا


مهلا ..

فأنا لا اتذوق أي شيء واغوص في اعماقة الا الحرف وزخات المطر ..

ارقص بين الاحرف واخرج من حولها كل المعاني ..

وارقص بين زخات المطر ابحث عن ذاتي المفقودة بين الامآني منذ سنين ..

وكأن هناك من يترصد فرحي ويحفر بجوار كل فرحة ..

وكأن السحاب تعاند كل المدن التي اهبط فيها وتمسك الهطول ..



مهلا ..

هناك اسراب من الاناث واسراب اسراب من الشعر الاشقر والعينان الواسعة ..

ولكن لم اجد هناك من يحتضن طفل بهيئة رجل ..

يبكي بأبتسامة ويضحك بحزن وينتظرك كل يوم مرات ويخافك ..

رجل حاول ان يطير بلا جناح ويغوص بلا عوم ويركض بلا جري ..

ويحب بلا تردد ..

رجل وطفل ..

يضحك ويبكي ..

ويخطئ..

ويخطو نحوك بتمهل ولهفة ..


مهلا ..

عندما تزرعين الكلمات في الحقول ازرعيها برفق ..

فأنها تنبت فوق حشاش قلبي .

فأن لم تكوني لي عون فلا تكوني لي حزن ..

لا اسألك شيء ولكن امنحيني ان احبك بصمت ان عجزتي عن احتوائي ..


فقد اكلت الايام كل القصص ..

وبقى لي رصيفك ..

ولم يعشب حقل حبي من سنين مع كل الامطار التي تراقصت تحتها واحببت هطولها ..

مهلا ..

ايها الانيقة .

دعي الصورة كما رسمتها لك ولا تدعي غير احساسك يمنحها الالوان ..

انا واحساسي لن نخيب بك ونوعدك بأنك لن تخيبي ..

مهلا مهلا مهلا ..

عندما تشرقين جديد



عندما تشرقين من جديد ..

كشمس في كبد الايام ..

ويعود الأمل المدفون منذ عام وهو لم يموت في اركاني ..

وتخبرني تلك الاطلالات التي اتت باحثة عنك في مكانك الوحيد الذي عرفتك فيه ..

وأحساسي الذي اخبرني اني سأسعد بعودتك ذات يوم ..

وخيوط الدفء التي تشرق من كلماتك كلماء عدت لأصطلي بها كلما حاصرني البرود ..

وبريق انوثتك المتزن المشع من بين اكوام التكرار ..

اجد كل ذاك السحر منك واكثر ..

عندما تشرقين من جديد ..

اقف بذهول اعانق تلك اللحظة التي اخرجت خبر حضورك المفرح ..

من بين كل اخبار الحزن التي خيمت على كل المكان ..

واتسأل ..! ياااااه هل شعرت بي ذات يوم ..

وهل تعرف كم فتشت عنها ولم اجدها فكل الطرق اليها تقف فيها بوبات عبور تمنعني الوصول ..

وأعجز ان اصل اليها ..

وكل الحروف التي اعيد تشكيلها تراوغني في صياغة شوقي الصريح اليها ..

يااااه كم اعجز عنك ..

انت ايها النقية اي طلاسم زرعتها في طريقي واي التعويذات اسقيتي احساسي ..

سيدتي كل مافي الامر ان طريقي منذ ثلاثين ربيع مع حواء بدون جسور ..

دائما لا استطيع اكمال الطريق ..

ربما لأن خيالي اوسع من كل احساسهن بي ..

او ربما لأن من تعرف دهاليزي لم تحضر بعد ..

او ربما لأن الطفل الذي يسكنني يصعب ترويضه ..

هناك اشياء عني اجهلها ..

اود ان اقول لك كل شيء لأنني اخاف ان لا التقي الا طيفك ..

فقد تعلمت ان الفرص كالامطار اذا هطلت وارضك لم تستعد لها تبقى جدبا ابدا ..

عندما تشرقين من جديد ..

احاول ان اجمع كل شجاعتي لكي اخبرك ان تأتي على انفراد ..

وتضعي كفك بجانب كتفي الايسر لكي تسمعين كلام عجزت عن ترجمته ..

كلما تمعنت في احرفك اشعر ان الوفاء ما زال يزرع سنابل ..

وان الحياة لا زالت تخفي الجمال في منعطفات الايام ..

وان الشوق ممكن له ان ينبت من خلال حرف ..

عندما تشرقين من جديد ..

اتسأل كثيرا اين انا منك ..

فأجيب بصوت حزين ........ بعيد ..

فانا لست ساذج ولست زير نساء ..

ولكني آدم يفهم تفاصيل حواء ويعجز احيان كثيرة ان يفهمه الاخرين ..

فقد تعلمت ان الفهم دائما يقف بمنتصف كل لقاء ..

عندنا تشرقين من جديد ..

اتذكر واحزن ان افقدك من جديد ..

لا اريد منك اي شيء فانا لا اعرف عنك اي شيء إلا زخاتك ..

ودفء حرفك ولأنني اخاف ان تتكرر مأساتي للمرة الالف بعد الالف ..

عندما تشرقين اتسأل اي الوجوه تملكين واي الالوان تحبين ..

واي صفات آدم ترسمين في كراسة حلمك..

لكي اكون غصبا عني ذاك الحلم ..

سأكون بحرا وشاطئ وجبلا واشجار ..

ولكن ارجوك لا ترحلين ..

قبل ان تصلي.

ملاحظة
رسالة عن شعور حقيقي..

غابت شمس الحب



غابت شمس الحب ..

وبقى قلبي يسير في ظلام لا حوء تزين وحدته ..

ولا كروانه تغرد حوله ..

فقد خذلني كل من رسمت له صوره مميزة ..

وخانني إحساسي للمرة الف بعد الالف..

وأنسحبت من معركة الحب اجر اذيال الهزيمة ..

وسقطت كل الاقنعة..

وكانت الاحداث مجرد دراما ..

وتجلت الحقيقة بدون اي ورقة توت تغطي خيبتها ..

غابت شمس الحب ..

وغاب كل شيء من حولي كنت اتحسسه في وجوه المآره ..

واصبحت كل آمالي التي نسجتها كبيت العنكبوت واوهن ..

بعد أن التهمت كل افراحي من الذين اعز ..

وبقى املي اعرج ..

يتوكى عكاز خشبي بدون حس..

وتحولت الالحان الى عزف النآي ..

لا تنسج سوى لحن حزين يحرك اعماق الالام ..

وتجمدت الدمعات في عقر دار الحدقات ..

وبقت الصرخات مكتومه ..


غابت شمس الحب ..

وتبخر كل ذاك الوهج من حولي ..

فلم يعد حلم ان المس اصابعها الا كابوس مؤلم ..

ولم يعد نظري لشعرها المتطاير والرياح تغزوه إلا وهم سحيق ..

ولم تكن ضحكاتها التي نظرت لها في غفوتي إلا وخزات حلم مؤلمه..


غابت شمس الحب ..

وها هو سيف حبي نائم في غمده ..

وجولاتي في ميدانه لم تكن اكثر رقصات على حافة الموت ..

فقد تعلمت من كل معاركي ان قول الحقيقة نصف الهزيمة ..

وأن اوفى النساء هي تلك التي لا تحبها ..

هكذا هي مفارقات القدر ..

وأن لين الطرف ضعيف.

لذلك قررت ان اتعلم القسوة ولو قليل ..


غابت شمس الحب ..

قبل ان تشرق ولو يوم واحد ..

فكم كانت البرد تغزوني ..

وكم كنت اتمنى الاصطلاء بشمسها قليلا ..

فمنذ ثلاثون عام والبرد ينخر ايامي والطرقات من حولي خراب ..

بالرغم من اكوام الاناث على الطرقات بكل النكهات ..

إلا ان قمري لم يظهر بعد ..

وشمسي لا زالت خلف الظلمات ..

تغيب وتغيب وتغيب ..

الجمعة، 13 فبراير 2015

وداعاً أميرتي


وداعا اميرتي ..
فها أنا اشاهد حصانك يجري في الفضاء ..
مخلفاً ورائه دخان كثيف يخنقني ..
ودمعةً محبوسة بين الاحداق يمنعها الكبرياء من السقوط ..
ها أنا اليوم اودعكِ دون علمك وأقف متماسك امامك وداخلي الف خنجر ..
وها هو الحُب يسقطُني بالقاضية للمرة الالف ..
ها قد رحلتي وأنا منذ عام احبك بصمت ..
وقد وفيت بكل وعودي بأني لن أخبرك ..
وداعا اميرتي ..
لا ادري أي نوع من الدموع هي التي زارة عيني ..
ها انتِ ترحلين وتتركيني وحيداً مني مسكون بك كل حين ..
وها هي رسالتي الاخيرة اليكِ تائهةً مثلي ..
رحلتي وداخلي سؤال لن يجيب عليه احد بعد اليوم ..
هل سكنتك ذات يوم ..
وهل ادركتِ ان هناك من يبحث عن تفاصيلك ويرسمكِ بكُل الالوان ..

وداعا اميرتي ..
اوعدك بأني سأحتفظ بك بين ذكرياتي الجميلة ..
ضمن اشيائي النفيسة ..
وما يعزي احساسي هو ان الفراق كان دون جراح ودون قصد منكِ ..
فقد انتصر فراقك على صمتي ..
واضعتني منك مرتين ..
وذبلت وردتي الان مثلي ..
فلم يعد شعرك يتطاير الا في ماضي مخيلتي ..
ولم يعد عطر شالك الوردي الا حلم قديم..
ولم يبقى في نبضي إلا الالم ..
الم اخبرك ذات يوم بيني وبيني بأني فاشل في البوح ..
الم اخبرك ذات يوم بأن الكبرياء سوف يصرعنا ..
وداعا اميرتي ..
هناك عندما ترحلين اليه ..
وتتركيني محبوس فيك ..
سأنتصر لك من ذاتي كما افعل دوما ..
فقد علمتني الحياة ان لذة العطاء اكثر عذوبة ..
من انانية الأخذ ..
لذا سأرفع كلتا يداي واقول لك ..
في امان الله اميرتي ..


لماذا لا تحضرين

لماذا لا تحضرين ..
فقد بات غيابك اشبه بمساحات فارغة لا يملئها سواك ..

وباتت كل لحظاتي بارده..

بدون تلك الضحكات التي تسقط من شفاهك سهوا ..

واضحت كل الإناث امامي جمادات تتحرك..

ولا تستطيع ان تحرك داخلي شيء..

وفي كل مرة اتصنع البسمة محاولا التعايش بدون بريقك افشل ..

فكل شهاداتي المركونة على الرف كاذبة ..

وكل أحلامي الجميلة لم تتعدى رموشي ..

وكل وعودي لذاتي بك تتشابه مع لحظات غيابك ..


لماذا لا تحضرين . .

فكم اشتاق الى عناق احرفك المتناثرة في المكان ..

وكم اشتاق ان تلفحني حرارة احساسك في الشتاء ..

فكل الاشياء من حولي تحكي قصة ذاك الشوق الذي يعرفه الجميع..

إلا انت ..

كلما شاهدتك تغزوا رأسي الف فكرة ..

والف الف سؤال ..

من يسكن ذاك النابض فيك ..؟

وكيف يعانق شعرك الوسادة ؟

وكيف يسدل الليل ستائره عليك بعد كل نهار؟

وكيف تتراقص الارواج فوق شفاهك ..

وترقص ذرات العطر فوق شالك الوردي ؟..

كل تلك التفاصيل واكثر تسكنني كلما غبت او حضرت ..


لماذا لا تحضرين ..

فكلما غبتِ اسرح فيك اكثر وأتساءل ..

أي لون من العيون تملكين ..

واي نوع من الاناث سحرني وما قد رأيته ..

كلما تعلق قلبي فيك اصر اكثر ان لا اخبرك ..

فقد تعلمت ان النساء لا يعحبهن من يحبهن ..

لذلك لن اخبرك ذات يوم ..


لماذا لا تحضرين ..

فكم اشتاق الى ركضك في المكان ..

وكم اشتاق لذاك العناد الذي يلبسك كل حين ..

وكم اشتاق لذكائك الذي يزرع العناء من حولي وحولك ..

وكم اشتاق لذلك الكبرياء الذي تتركه خطواتك في كل الارصفة ..

فقد تعلمت منك اشياء كثيرة ..

اهمها ان لا اقول كلما اريد ..


لماذا لا تحضرين ..

فقد بت اكره ان تتركي فرحي محبوس في درجك ..

وتذهبي لتشاهدي المشهد من خلف الستار..

وبت اكره عقارب الساعة البلهاء التي تتأخر ان غبتِ ..

وبت اكره الصمت المخيف بدونك ..

فكل الالوان دون بريق اذا غبتِ ..

وكل التذاكر بدون مواعيد ..

وحتى خيوط اشعة الشمس بدون حضورك تبكي ..

تخيلي كل ذلك واكثر ..

اما انا فقد تخيلتك حتى عجزت عن الخيال ..

فلم اجدك في لوحات دافنشي ..

ولا في مقطوعات موزار ..

ولكني وجدتك هناء ..

وهناك ..

ثقي لن اخبرك ذات يوم اين هو هناك .

حتى لا يصرعك الكبرياء

حتى لا يصرعكِ الكبرياء ..

تقدمي خطوة للأمام ولا تبقي كنسمة مذعورة من الهواء ..

وسنبلة لا تنحني وإن كانت مثقلة بما تحمله من حصاد ..

فكل الجيوش الجرارة تصاب بالهزيمة ان فقدت شجاعتها ..

وكل الافكار تشبه الدخان ان بقت حبيسة ..

فقد تعلمت ان الكبرياء والتمنع يقتلان الشوق ..

ويجعلان الحب كمجنون يهيم في الطرقات ..

حتى لا يصرعك الكبرياء ..

قومي بثورة عارمة وأنتشلي ذاتك من تسلط افكارك الكلاسيكية ..

وتعلمي من قلبك قليلا ..

فكل المثاليين عاشوا تعساء ..

ولا تكوني عادية كانسكاب الماء ..

فكل الاشياء التي لا تصدر ضوضاء ليست ملفته ..

وأكسري ذلك الجدار الذي تحبسين ذاتك فيه ..

وتعلمي الركض ..

لكي لا يصيب الجمود احساسك فكل الجامدين فاتهم قطار الاشواق..

وبقت رحلتهم مجهولة الزمن ..

حتى لا يصرعك الكبرياء ..

تعالي إلي فما زالت وردتي الحمراء تنتظرك ..

ومازالت مشاعري نحوك تتوقد ..

ومازال قلبي ينبض حين يراك ..

وما زلت اتأمل حرفك واين يتجه ..

وما زلت اتخيل تقاطيع ملامح وجهك ..

ونعومة إحساسك ..

فلا تجعلي الوردة تذبل وانت في ذات العناد ..

ولا تجعلي مشاعري تبرد وانت بذات الكبرياء ..

ولا تجعلي نبضي يصبح مجرد دقات ..

ولا تجعلي حرفك بعيني مجرد خربشات ..

حتى لا يصرعك الكبرياء ..

تعلمي ان هناك خيط رفيع بين الاهمال والكبرياء ..

وتعلمي ان لا تجعليني اتعود غيابك ..

فكل الاماكن الشاغرة لا تبقى للأبد ..

وإن الوفاء مثل زهرة دوار الشمس ..

دون اشراقك قد يذبل ..

ولا ترهني سعادتك بفكرة من يبدئ اولاً ..

فكل اللذين انتظروا الاشياء ولم يبادروا فاتتهم ..

وكل اللذين اقدموا كسبوا شرف المحاولات ..

حتى لا يصرعك الكبرياء ..

تعلمي ان هناك آدم مازال يرسم لك صورا ..

وتعلمي أن تجعليه لا يخرج عن دائرتك ..

فكل اللذين اهملوا اشيائهم فقدوها ..

وكل اللذين رسموا الحب في خيالهم فقط بقوا اسرى للخيال ..

تعلمي يا اميرتي ودعيني منك اتعلم..

فقد يصرعك الكبرياء وتصرعيني ..




......

لكي لا يفوت القطار

لكي لا يفوت القطار ..

ولا تبرد تلك المشاعر التي تدفعني إليك ..

وتصبح بعدها تذكرتك إلي . مجرد ورقة مدون على حافتها ألم ..

وشعور تذريه رياح الكبرياء ..

واذهب أنا إلى موعد أنت لست فيه ..

واكتب كل رسائلي وأنا اجهل عنونك ..

فقد تعلمت أن الحب الذي لا يعتريه الجنون ليس إلا نزق ورعونة أطفال ..

وتعلمت انني حين احب اكتب على الاوراق شوقي ولوعتي وانثرها على الطرقات..

لعل واحده منها تصل لأنثى تفهم معنى الجنون ..

لكي لا يفوت القطار ..

تعالي نحزم كل تلك اللحظات المهدورة في زوايا الانتظار ..

ونجمع كل الاشواق ونمضي ..

تعالي اسرقك من ذلك الروتين الممل ومنك..

واهديك جنوني ..

وكل هذياني ..

وثقي انك لن تحتاجي تعقلي ..

وتمردي على كل تلك الخطوط التي تزرعين كل حين ..

فها انا امامك امشي في الشتاء منذ ثلاثون عام واكثر ..

وطريقي خاليا من أي فصلا عداه ..

لكي لا يفوت القطار ..

ويصبح شعورك مثل شوارع المدينة هذا المساء الشتوي ..

ونكرر طفولتنا أنا وانت بكل سذاجة .. أي منا يبدى ..

ويصبح انتظارنا مثل شوارع المدينة هذا المساء ..

ابحث في ثناياه وعلى الارصفة ..

وفي وجوه كل الاناث من حولي ..

اين انت في زحمة الشوارع ..

وامرر راحة كفي على وجنتي الايسر لعلي اشعر بدفء ..

وانظر في أي الوجوه المليون التي عبرت ضفاف الطرقات وقابلتها يكون وجهك ..

فمنذ عرفتك وانت تشيحين وجهك جانبا ..

لكي لا يفوت القطار ..

لملمي كل ذاك الخجل المزروع فيك ..

واتركيه في حقيبة فساتينك القديمة ..

فقد كرهت كل اشيائك التي تبعدك عنك ..

كم اشتاق ان اراك بكل عنفوان الانوثة وسحرها ..

وكم اردت ان اكون مجنونك ..

فلا تخذليني ككل النساء..

عندما أشتاق أن احب

عندما أشتاق أن احب ..

افتش بين كل تلك الأحاسيس التي تسكنني ..

عن إحساس واحد فقط يصلني بك ..

فإجدني امخر عباب الشوارع ..

وافتش بين كل الإناث عن انثى مرسومة في مخيلتي لم تصل محطة قلبي بعد ..

انثى تمتلك بطاقة الصعود ذات السبع نجمات ..

لتصعد إلى قلبي..

وتضع قبعتها ذات الريشة البيضاء تحت ذراعها وتمضي ..

وتجعل من تعقلي جنون ..

ومن إتزاني طيش ..

انثى تسرق من خريف عمري ثلاثون ربيع ..

فأعود معها طفل لا يفقه شيء عن كل حماقاته ..

انثى فارعة الخيال ..

يحكي ذاك الشعر المنسدل فوق خاصرتها عن حكاية غرور ..

لا يليق الا ان يكون لها ..

وتحكي تلك الرموش قصة خنجرين تدمي كل من صادف ذات

يوم دربها ..

عندما أشتاق ان أحب ..

ويسري بي ذات الحلم النائم في اعماقي نحوك ..

افتش بين مليار أنثى اين انت ..

وهل أنت حكاية ابرة في كومة نساء ..

فتنهرني وسادتي كل مساء ..

وتسخر من جنوني ..

وتسألني كيف لي ان افتش عن ماء بين ذرات الضباب ..

عندما أشتاق ان أحب ..

ابكي حزني المسكوب على الطرقات ..

وحلمي المسجون في شرنقتك ..

وايامي المنسله من بين الانامل ..

ووعودي الكاذبة لذاتي كل نهار أني سأجدك ..

وطقطقة كعبك التي لا زالت تدوي كل لحظة وانت لم تصلي بعد ..

وأبكي تلك السعادة التي امني ذاتي بها كلما وعدتني بك ..

مثل كل ساذجي المشرق ..

عندما اشتاق ان احب ..

اتعهد كل يوم لذاتي وانا اعانق الوسادة ..

بأن كل الصفات الشرقية التي تجعلني انتظر الصدف ان ترسلك إلي..

بأني لن اؤمن بها بعد يومي ..

وبانك اقرب الان إلي ومنذ عشرون ربيع ..

فتمضي الايام وانا انكث عهودي لذاتي بتكرار..

فينتصر الشرق في داخلي على كل الأماني..

رسالة إلى كونتيسة تتعامى

في كُل الاحلام ..
أبحث عنكِ وأفتش بين كل مشاهد حلمي عن شيء يشبهكِ..

وفي كُل حلم أعود خائب ..

اكتبكِ كرواية وفي كُل مرة اتعثر عن إكمال مشهدها الأجمل ..

حبكِ سراب ابحث عنه في كل صحارى الأحلام التي زارت صحوي ومنامي ..

في كُل مرة ابعث اليك رسالة اكتب كل شيء اليكِ ..

إلا اشيائي الأهم ..


في كُل الاحلام ..

اقف كل يوم بانتظام كطالب مثابر بين طابور الحضور ..

اكون الحاضر الغائب ..

احفظ كل حرف تكتبه تلك الانامل ..

اتأمل تلك الاحرف اقرائها من اليمين إلى اليسار ..

فتخذلني كل تلك الاحرف المجنونة ..

فقد بتّ أكره تلك الابجدية التي عجزت عن إيصالي اليكِ ..

وإيصالكِ إليّ ..

ثم اعاود القراءة من اليسار إلى اليمين ..

فأجدها طلاسم وشعوذات كمشاعركِ نحوي

وفهمي لكِ ..


في كُل الأحلام ..

أجد ان الايام تنقضي ..

ويمر عامي هذا وأنا لا زلت في صحرائكِ اتلوى ..


اتلوى شوقً ..

اتلوى حزنً ..

اتلوى المً ..

اتلوى انتظارً ..

وأقف على اعتاب رضاك اتسول فهماً ..

وحالي كبطل رواية يونانية ..

يذهب كل يوم الى البحر ليخبره كم انه مخذول ..

وأنتِ تلعبين دور كونتيسه باغينغام التي تقطن قصر ملكي في احد شوارع لندن الباهتة..

وتخرج كل صباح لتمتطي رياضة ركوب الخيل الكلاسيكية التي يستمتع بها كُل الحضور ..

إلا هيّ ..

لا تستطيع ان تخبر عن مشاعرها ..

وتكتب في وصيتها ان ينثر شيء من رماد مقتنياتها على قبر من تحب ..


في كُل الاحلام ..

يتحقق حلمي إذا انتِ لم تزوريه ..

ومع ذلك احلامي بدونكِ اشبه بأشياء مملة ..

كانتظارك تماماً ...


........

حتى لا أشعُر وتشعُرين


حتى لا أشعُر وتشعُرين ..

بأن هناك شعور لسنا متأكدين من حدوثه ..
وحتى لا تسقط كل تلك الاحلام التي ننشئها في مُخيلاتنا الخصبة ..
وتبقى كُل تلك الاحاسيس المتزاحمة باللهفة حين وبالخوف احياناً أُخرى ..
وحتى لا نبقى اسرى لكل تلك اللحظات وقبل ان يمطر الندم من حولنا ..

حتى لا أشعُر وتشعُرين ..

بأنكِ اصبحتِ نسخة أُخرى من نورما تلك الفتاة الحالمة ..
التي اوجدها جون شتاينبك في روايته نساء ورجال وحُب ..
بحيث بقت طوال الرواية تكتب رسائلها لأحد المشاهير ..
وتضعها في خزانتها نهاية الامر ..
حتى انها بدت تصدق انها تعرفه ..
بينما كان هناك بالقرب منها من يبحث عنها ..
ولم تتعلم إلا من صديقتها ان لا احد جميل بالمطلق او بشع بالمطلق ..
ولكن هناك من يعرف اين يكمن الجذب وهناك من لا يهتم اين ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إني اصبحت أنا ذاك المُسن الذي انفق وقته يجمع الثروة ..
وعندما حاصره الزمن في احد زوايا الايام وجد ان هناك اشياء تسربت منه ..
تسربت وهو في غفلة ..
فحاول إن يشتري شيء لن يستطيع المال أن يأتي به اليه .
هناك اشياء نستطيع ان نحصل عليها دون ان نضيع الوقت في رسم الحيًل ..
وهناك اشياء ذهبت ولن نستطيع إعادتها ..
او على الاقل لن ترجع إلى ذات المكان ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إن هناك اقنعة تثقل كُل منا ..
كم هو جميل ان نترك كُل تلك الاقنعة التي بات كُل منا يعرفها عن الآخر ..
وبات كُل منا يرى كيف ان لحظات تتسرب بين الشك واليقين ..
وكيف لنا ان نسكن بين الشك واليقين ..
وكيف لكل التناقض الذي نعيشه ان ينتج قصة ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إننا كأبطال تلك الرواية ..
حيث بقى كُل شخص منهم يتذاكى على الاخر وكل شخص يعرف نوايا الاخر ..
بينما لم يجمعهم إلا كاتب الرواية والامطار التي بقت تتساقط على طول الرواية ..
فلا الحسنا كاميليا التي استطاعت بخبث ذكائها ان تجعل كُل من في الحافلة يُعجب بها ..
من ان تخلق حقيقة غير واقعها الذي يسقطها كلما اُشيح عنها القناع ..
فلم تشفع لها رشاقة سيقانها ولم تستر ضحالة ما كانت تريد كُل مرة ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إن غيرة أحدنا او خوف الآخر سوف يخلُق طريق ثالث ..
كلما في الامر اننا نريد ان يمشي كلاً مِنا خلف توجساته إلى آخر الطريق ..
وفي نهاية كُل مطاف سوف اشعر أنا وتشعُرين ..
,,,,,

عندما اكون غائب فيكِ


عندما اكون غائب فيك ..
لماذا تحضريني ..

ويبقى كل شيء حولي يرحل اليك ..

أجد كل الاسماء ولا ارحل إلا نحو اسمك المغروس في نبضي ..

افتش عن حرفك وكأن الابجدية خرساء من دون حضورك ..

من أين سكبتي كل هذا فوق وجداني ..؟!
عندما أكون غائب فيك ..
اتسأل كيف لي بعد قرابة عام تائه فيك ..

وأنت لا زلت بعيدة عن ذات شعوري ..

وكيف لحرفي المتقد ان يفشل بهذه الصورة ..

وينكسر كل مرة ..

ويعود محمل بملايين الخيبات ..

وكيف لإحساسي الذي كان يخبرني الكثير عنك يخيب!!

ويصبح كل ما بناه ذاك الإحساس برج عالي خالي من السكن..

عندما اكون غائب فيكِ ..

ارى كل الالوان غاتمة باهته بدون بريقً ..

اتصنع الكلمات وأنشر الفرح بكل كذب ..

لعلي اخلُق وهم اعيش فيه بدونك ..

فتفشل كل كذباتي ويصرعني غيابي فيك ..

فأذهب إلى صندوق بريدك لعلي اجد شيء منكِ ..

فيخبرني ذات الصندوق أن لا جديد غير حضورك ..

فاصنع الف عذر لكي اكتب لكِ عن شعوري بصدق

فتعجز الاحرف ويرتعد القلم خوف من حقيقة لم تخرُج ..

ولو لحظةً واحده عن اسواري ..

عندما اكون غائب فيكِ ..

يملى كل تلك المساحات التي تكبر بداخلي لك ..

شعور لا اعرف اين وجهته ..

ولا إلى اين سياخذني وانا غائب فيك رغم حضوري ..

عجزت كل مرة أحاول فيها تفسيري إلى اين ؟!

ومن يحضر فيكِ ..؟

ولماذا بعد عام صامت لا زلت الحاضر الابراز رغم عني..





.....

عندما اتلوى شوق


عندما أتلوى شوق..
أبحث عنك في كل الفساتين الفارغة منك ..

وفي قوارير عطورك المفضلة وفي روجك الوردي ..

وفي طوق شعرك العاجي وفي كل الاساور ..

فلا اجد شيء إلا جنوني المتزايد وإن خفي عنك ..

عندما اتلوى شوق ..

أذهب مسرع إلى كتب التاريخ فأجد إن شهريار قد تلبسني ذات مرات ..

وهممت لو افعل ما يفعله كوني اعتقدت ذات مرات ومرات انك شهرياري ..

التي ستغير مجرى تاريخي وتجعل ثوابتي متغيرات ..

وتخبرني كل مساء عن قصص التاريخ وتقول بلغني ايها السعيد ..

عندها اقول بلغني يا مليكتي التي رسمت السعادة ..

وأسرد لك قصصي عنك التي تعدت الف حلم وحلم ..

عندما اتلوى شوق ..

أذهب مسرع إلى شوارع المدينة افتش عنك بين كل الحسناوات ..

وعندما يحالفني الفشل كل مرة اعود بريدي افتش عنك ايضا ..

وأقلب المراسيل لعلك هناك ولو سهو ..

فأعود والخيبة تملئني وكأني بدونك شراع بلا رياح ..

حكمت الايام بقائه في المحيط وحيد..

عندما اتلوى شوق ..

اتأمل الجهات الاربع وأقول لها بصوت مبحوح جلي الالم ..

كيف اصابك ياجهاتي ما اصاب ماضي ايامي ..

اعجزت احداكن ان تكون املي ..

هل لأي منكن ان تشرق بوجه اميرتي..

فتكون شرقي وأن كانت الغرب..

عندما اتلوى شوق ..

أعاتب كل شيء ..

كل شيء ..

الليل ..

السحاب..

المطر ..

والبحر ..

وحتى إحساسي ..

كيف لهم مجتمعين خذلوا كل أحلامي ..

تلك الاحلام التي رسمتك فراشة ترقص على إيقاع حبي ..

فلا انت اتيتي ولو بالبريد .

وبقيت أنا اتلوى شوق ..