الجمعة، 13 فبراير 2015

حتى لا أشعُر وتشعُرين


حتى لا أشعُر وتشعُرين ..

بأن هناك شعور لسنا متأكدين من حدوثه ..
وحتى لا تسقط كل تلك الاحلام التي ننشئها في مُخيلاتنا الخصبة ..
وتبقى كُل تلك الاحاسيس المتزاحمة باللهفة حين وبالخوف احياناً أُخرى ..
وحتى لا نبقى اسرى لكل تلك اللحظات وقبل ان يمطر الندم من حولنا ..

حتى لا أشعُر وتشعُرين ..

بأنكِ اصبحتِ نسخة أُخرى من نورما تلك الفتاة الحالمة ..
التي اوجدها جون شتاينبك في روايته نساء ورجال وحُب ..
بحيث بقت طوال الرواية تكتب رسائلها لأحد المشاهير ..
وتضعها في خزانتها نهاية الامر ..
حتى انها بدت تصدق انها تعرفه ..
بينما كان هناك بالقرب منها من يبحث عنها ..
ولم تتعلم إلا من صديقتها ان لا احد جميل بالمطلق او بشع بالمطلق ..
ولكن هناك من يعرف اين يكمن الجذب وهناك من لا يهتم اين ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إني اصبحت أنا ذاك المُسن الذي انفق وقته يجمع الثروة ..
وعندما حاصره الزمن في احد زوايا الايام وجد ان هناك اشياء تسربت منه ..
تسربت وهو في غفلة ..
فحاول إن يشتري شيء لن يستطيع المال أن يأتي به اليه .
هناك اشياء نستطيع ان نحصل عليها دون ان نضيع الوقت في رسم الحيًل ..
وهناك اشياء ذهبت ولن نستطيع إعادتها ..
او على الاقل لن ترجع إلى ذات المكان ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إن هناك اقنعة تثقل كُل منا ..
كم هو جميل ان نترك كُل تلك الاقنعة التي بات كُل منا يعرفها عن الآخر ..
وبات كُل منا يرى كيف ان لحظات تتسرب بين الشك واليقين ..
وكيف لنا ان نسكن بين الشك واليقين ..
وكيف لكل التناقض الذي نعيشه ان ينتج قصة ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إننا كأبطال تلك الرواية ..
حيث بقى كُل شخص منهم يتذاكى على الاخر وكل شخص يعرف نوايا الاخر ..
بينما لم يجمعهم إلا كاتب الرواية والامطار التي بقت تتساقط على طول الرواية ..
فلا الحسنا كاميليا التي استطاعت بخبث ذكائها ان تجعل كُل من في الحافلة يُعجب بها ..
من ان تخلق حقيقة غير واقعها الذي يسقطها كلما اُشيح عنها القناع ..
فلم تشفع لها رشاقة سيقانها ولم تستر ضحالة ما كانت تريد كُل مرة ..

حتى لا اشعُر وتشعُرين ..

إن غيرة أحدنا او خوف الآخر سوف يخلُق طريق ثالث ..
كلما في الامر اننا نريد ان يمشي كلاً مِنا خلف توجساته إلى آخر الطريق ..
وفي نهاية كُل مطاف سوف اشعر أنا وتشعُرين ..
,,,,,

ليست هناك تعليقات: