الخميس، 20 أكتوبر 2016

ذات يوم

ذات يوم ..

سأصلب احزاني على ابواب قلبك وادخل ..

وأركض هناك حيث يزهر الشوق وينبت الحب ..

واستلقي تحت ظل حنانك المسكوب منذ عقود ..

وارتشف رائحة الياسمين المنثورة فيك ..

ذات يوم ..

سأتقدم جيوش خجلي وآتي اليك على حصان محجل ..

واشهر سيف مشاعري المكبوته منذ ثلاثين عام ..

وارسل اليك طير احلامي المسجون على قارعة الوجد

ذات يوم ..

سأرسمك على ذرات انفاس مجرتي ..

كفراشة ذات لون قرمزي واخرى كلون ليلكي بهيج ..

وانتظر ثلاثة اعوام اخرى ..

لعلك تطيري حول البؤس المسكوب حولي منذ بزوغ الربيع ..

ربيع اشرق واشرقت معه شلالات من الحزن والخراب ..

سأنتظرك دون ملل ..

فأنت النور القادم من اخر النفق ..

ذات يوم ..

سيخبرك السماء وكل قطرات المطر عن انتظاري ..

وتخبرك رشة عطرك عن رائحة بقت تحوم في وجدي ..

ويخبرك كحلك وروجك الزهري عني ..

فكل تلك الاشياء وربطة شعرك تعرفني اكثر منك ..

ذات يوم ..

ستبحثين عن بقايا فارس احلام ..

وستجدين حطام على قارعة قصرك ..

وستجدين ايامه اكوام فوق رصيفك ..

ولم يبقى منه الا تذكرته التي ابتاع لكي يسافر منه اليك ..

ودمعة لازالت سخونتها تكوي خده البارد منذ رحلتي وانتي فيه ..

حتى لا تتورطي

حتى لا تتورطي ..

ضعي حذائك الذهبي في ابطك وانسحبي الى الخلف..

تراجعي بخطوات على اطراف اصابع قدميك ..

فربما نبضاتك الخفية ترميك حيث انا ..

انسحبي ودعيني في سجن الخيال وحيد ..

حتى لا تتورطي ..

اجمعي كل قسوة اكتسبتيها ذات يوم ..

ولملمي كل اكواب الرحمة التي في زواياك ..

واغتسلي من الحب سبع مرات ..

فكل قلوب آدم وانا متقلبة المواسم .

وكل قلوب حواء استوائية المشاعر ..

لذلك لا تتورطي..

وحتى لا تتورطي ..

اهربي بتلك الملامح الطفولية ..

واختبئي داخل خصلات شعرك الحرير ..

فأنا وفستانك الاحمر لا نرغب ان تقتربي او تبتعدي ..

انا وخيالي الذي نرسمك ونسهر في حانات شعرك ..

ونرتشف نبيذ خيالك ..

لذلك لا تتورطي..


وحتى لا تتورطي ..

صارحي نفسك جيدا ..

وخذي معك كل ادوات السباحة في الفضاء ..

ولا تنسين قارورة كحلك وعطرك الفرنسي ..

وكتاب طوق الياسمين ..

فانا كما تعرفين نزاري العشق ..

ونزاري الحرف ..

ونزاري الاحساس ..

ونزاري الجنون ..

لذلك لا تتورطي..


ولكي لا تتورطي ..

لا تحدقين كثيرا بزرقة عيناي ..

ولا تتابعي سهراتي مع القمر وحيدا..

فمنذ ثلاثون خريفا وانا صديق الامطار والعواصف ..

ومنذ نصفها افتش في كل البساتين عن شيء يشبه الاقحوان والليلك ..

وكلما شاهد البحر جنوني ضحك بصوات جهوري ..

لذلك لا تتورطي ..

بين جدائل شعرك



بين جدائل شعركِ ..

ّأُخفّي كُل تلك الأماني التي جمعتها في كُراسة حلمي ..
وكُل الاشواق التي احتفظت بها بيني وبين طيفك ..

ذاك الطيف القادم من اعماق خيالي ..

وها هي احلامي تشيخ كل لحظة وأنت لازلت انتي ..

وهاهي الاحلام الناعمة تتسرب من بيني وبينك ..

فلا حصاني الأبيض اتى ليأخذك إلّي ..

ولا شعّرُكِ الؤلؤي طار من حولي ..

بين جدائل شعرُكِ..

تتنفس احلامي وترقد هناك بسلامً ..

وترحل الأحلام مكسورة مثلي ..

وأنت لازلت بذاك الجنون الذي تلبس ثغرك منذ

بزوغ فجر جنونكِ ..

ذاك الجنون الذي كلما تذكرته اضحك باكياً ..

والملم اذيال هزيمتي على اعتاب ثغرك ..


بين جدائل شعرُكِ ..

يفتح تاريخ الغرام كُل الابواب ويوصدها ..

فلم يعد شكسبير موجودً ليكتب قصتي ..

ولم تعد حدائق بابل تعج بالحياة ..

ولم يعد بيراموس وتيسبي موجودين ..

فقد نال الاسد من وشاح تيسبي ..

ونال السيف من كليهما ..

ونال تجاهلك مني ..

بين جدائل شعرك ..

يرقد جمال هيلين ويستفز بداخلي باريس ..

كلما خلدتي للنوم في ذاكرتي تصحى كل

طياشاتي واستحضر كل جنون ملكته ذات يوم ..

واستدعي باريس ذاك المجنون النائم بداخلي

منذ ثلاثون عام واكثر ..

ليخطفك ويشعل الصراع ..

مسائك سكر


مسائكِ سكر ..

مساءً كخدك ..

مساءً كقدك ..

مساءً كذآل جميل بأسمك مكرر ..

كنبضً مسافر مني اليك ..

كحلمً اسكنته في سواد عينيك ..

كحرف ارسلته في البريد اليك ..

كشوق يسافر ولا يستطيع اليك السفر ..

مسائك سُكرْ ..

كطعم الحديث اليكِ..

مساءً يشبه في بعض حرفك ذاك الخجل ..

كأنتِ واكثر ..

مساءً كذاك الحديث الذي من خلّية نحلك يقطُر ..

انا منذ خمسون عام افتش عنكِ..

فوق الشواطئ ..

وفوق الغمام ..

وفي لهفة الشوق

وما بين قطْر المطر ..

وفي ردهات حنيني ..

وبين المراياء ..

وفي الاقحوان ..

وفي رشقات العّطر ..

احبك واعرف ان الطريق اليك بعيد ..

وان الحواجز ..

ثلج ..

وليل ..

وسورً حديد..

واعرف أن الوصول الى مقلتيكَ خطر ..

أنا ما سألت الحواجز لماذا تقف في الطريق اليك ..

ولا الليل ماذا يخبئ في لحظات العثور عليك ..

ولا الثلج يحجبُني عن عينيك ..

فكل الحواجز تقربني منك اكثر ..

وكل العناد الذي تلبسين ..

وكل الكلام الذي تنسجين ..

وكل الكنوز التي تملكين ..

فكل صفات التناقض فيك تقربني منك اكثر ..

تعالي كبخة عطرً..

وريحة زهرً..

ونهيً..

وأمر ..

شروقً..

غروبً..

بظهرً..

وعصر ..

تعالي كغيمً..

تعالي كشمسً..

تعالي كنهر ..

انا ما سألتك يومً لماذا وكيف ..

الا تمطرين قليلا كثير..

كفصل الخريف ..

الا تحرقيني قليلا كثيرً..

كلفحات صيف ..

الا تشعريني ولو نصف لحظة ..

بأنك اامن خطر ..

مسائكِ ياحلوتي الف سُكر ..

صباحك سكر

صباحك سكر ..

صباحك ياحلوتي من اريج معطر ..

صباحك نرجس وفل وورد وزعتر ..

اما زلت للآن لم تدركي ما افكر ..

اما زال عقلك حائر ..

لما كل هذا التحير ..

اما اقنعتك القصائد ..

انا منذ وقت طويل ..

من اجل عينك انثر ..

ومن اجل خديك اقطف كل الورود واكثر..

واقراء حرفك ..

وارسم كفك ..

فمازال اسمك قصرا بجوفي يعمر ..

ازين باحته كل يوم بحرفك ..

وانقش عشقي بجدرانه كل يوم بمرمر ..

وافرش احساس قلبي لك مثل سجاد احمر ..

لكي تعبري فوقها اذ اتيت إلي ذات يوم كقيصر ..

فلا تتعبي كي تفكي شفرة حبي ..

ولا تسألي ذاتك كل يوما ..

امفتون بي ..

يفكر بي ..

يرسمني اقحوانه بدفتر ..

نعم حلوتي. كل ذاك واكثر ..

سلامي على خدك كل يوم بماذ يفسر ..

ووردي لك كل يوم بماذا يفسر ..

وغوصي بكل حروفك ماذا يفسر ..

واهدائك كل يوم قصيدة بماذا يفسر ..

فما طلاباتك ياحلوتي ..

وماذا تريدي افعل أكثر ..

انا كل يوم افكر فيك قبل الشروق وقبل الغروب ..

واهمس بأذنك هل تفهين حديثي المشفر ..

ام انك مثل كل النساء ..

لا تؤمنين سوى ان يقال الجنون كلام ..

ولا تؤمنين سوى ان تقال المحبة حروف صريحة ..

الا تؤمنين معي انما الحب يشبه شظايا من انفجار ..

الا تؤمنين بأن الحروف اقل لوصف الدمار ..

الا تؤمنين معي ياميرة حسي ..

بانك طوقت قلبي من كل جانب مثل الحصار ..

وإني سعيدا بهذا الحصار ..

فيا انت يا رشقات المطر ..

هذا انا يا انيقة بكل اختصار ..