الجمعة، 16 نوفمبر 2018

ك حمامة سمراء


كحمامة برية سمراء ..

هكذا ارآكِ..

يملى هديلك الرنان مسامع العابرين كل صباح

ويلفت تحليقك في السماء كل الناظرين ..

كأغنية فيروز ..(سلم لي علية)

منذ اربعون عام وهي لا زالت تمتلك نفس السحر ..

تحمل كلمات بسيطة وعادية ..

لكن لها سحر صباحي مختلف ..

وموسيقى مرتبطة بجمال الروح..

كحمامة برية سمراء ..

تقف في اعلى مئذنة ..

يلمحها العابرون وتتأملهم..

يرسمها الاطفال في كراساتهم رمزا للجمال ..

ويرسمها العابثون في اقفاصهم ..

ويرسمها الحالمون لحن موزاري ..

ينتظرونه كل صباح ..

ويغفون على انغامه كل مساء ..

الى ثلاثينية


ايتها الجاثمة فوق ركام الايام ..

اما زلتي تمارسين دور منح الغفران

وتأكلين افراح العابرين

وترقصين على انغام الاوجاع

وتمارسين دور قديسات اليونان

وتأوين الى فراشك مهزومة ..


ايتها الجاثمة فوق ركام الايام ..

الا تصديقين ان تمتماتك الصوفية

وعيناك اللوزيتين

ولسانك السليط

ومقعدك على الشاطئ

وسوارك الاحمر ..

وكل تعوذياتك البلها

فقدوا تأثيرهم

ولم يعودوا اكثر من فصل في مسرحية الحياة ..


ايتها الجاثمة فوق ركام الايام ..

سأكتبك في دفتر الذكريات

كرواية بلا عنوان

ومحيط بلا شاطئ

وقمر لا يعرف ليلة النصف

ثم اضع نقطة وأمضي

لن ابكيك

لن ابكيك ..

فقد ازف الرحيل ..

وماتت الاشواق على وسائد الانتظار ..

وبقيت على حافة الوجد الملم هجرانك المسكوب على ايامي ..

لن ابكيك ..

فقد صار الدمع يصرخ كلما اخبرته عنك ..

يرمقني من بين ثنايا الاهداب ويعود ..

وكأنه يعاتبني كيف اهدر كرامته منذ عشرون خريف ..

لن ابكيك ..

فقد علمتني الايام ان النساء لا يحببن من يبكيهن ..

ولا يحببن من يرسم من احلامة وسائد من ريش النعام ..

لذلك سأرمي كل هموم ذاكرتي التي اثقلها بعدك ..

هناك ..

بعيداً..

خلف محيط الاحلام ..

واثقب ذاكرتي لعلك تتسربي منها ذات يوم ..

لذلك لن ابكيك ..

ايتها الانيقة والقاسية معاً..

يا اميرتي المصنوعة من الدخان الاسود والكبريت الاحمر ..

سأبتعد لكي يتوقف اشتعالي ..

إحساس يافعي ..Mastr Fadul

الى متوحشة


فتشت عني بين اهداب عينيك..

فلم اجدني إلا دمعات

سافرت من وجنتيك

في طريقً مجهول

دمعات تركت أثر بقى

ورحلتِ

يالها من سخرية ان ينكسر الحلم

في محراب الحالمين..

فتشت عني بين اهداب عينيك..

فوجدت لغة الابجدية بلها ..

عاجزة ان توجزك..

وتمنيت لو انك حرف أُضيفه إلى ابجدية العشق..

فلم اجدك الا حرف علة قلبي..

فتشت عني بين اهداب عينيك..

فوجدت إنني مجنون افلاطوني الاحلام..

ينام على ريش المثاليات

ويصحو على مخالب الايام..

فقد تعلمت من الحياة ..

ان الاحرف النزارية تنام على قارعة الورق

بينما يمضي نهر الحياة في مساراته الازلية..

ها انا اعترف لك سيدتي..

انك احد رهاناتي الخاسرة

وإنني عازف ناي وحيد لن يفهمه احد

وانتي لست الاستثناء..

ولستِ الا مقطع في لحن كرديً حزين..

على بساط حلم


على بساط الحلم ..

تتلالا نجمتين في كبد السماء وانتي ..

نجمتين .

وقمر ..

قمر بخصلتين وعينان زرقاء ..

وثغر كأنة الارجوان ..

فأجد الحلم شاطئ تتنفس فيه احلامي ..

كعادة الاحلام دائما ..

نرسمها برشية بيكاسو ..

واصابغ موزار ..

وقلم اليف ..

على بساط الحلم ..

ادعوكِ لحفلة ليس فيها معازيم الا الشموع ..

ولحن كلاسيكي لفيروز بدون صوت ..

الا صوت كمان يبكي بطرب ..

ويرقص كالديك عند الفجر ..

ونترك الابتذال بالكلام ..

فقد تعلمت ان الصمت تواصل ..

وان الابتسامة كلام ..

وأن العيون رسائل صادقة ..

على بساط الحلم ..

لن ابكي مثل كل مرة ..

ولن اخبركِ بأي شيء ..

فقد علمتني الحياة ان البوح لغة الاغبياء ..

وان الاعتراف بداية النهاية ..

وأن الالوان تجعل الصور مملة ..

على بساط الحلم ..

سأتي الى ذات المكان بدون ان ارتب هندامي ..

بدون ربطة العنق ..

وسأترك الاحلام وشعري بدون تصفيف ..

ولن اقول على مسامعك قصيدة ..

فقد تعلمت ان كل انثى تطلب المزيد ..

من بين رمش عينيك

من بين رمش عينيكِ..

سأسرق تلك الزُرقة ..

و ازرع بين اهدابكِ شوق الى فيروز عيناي ..

و اجعلك تكتشفين ابجدية العيون ..

لعلك يا سيدتي اتيتي إلي من العصر الطباشيري ..

الم تتعلمي هناك ما قاله سقراط ..

فقد قال ان عيناي حروف الابجدية التي بدون هجاء ولا نقط ..

من بين رمش عينيكِ ..

سأسرق لمعان ذرات كحلكِ ..

و أسبح قليلاً في موج محجر عيناكِ ..

واستظل قليلاً تحت الحاجبين ..

فقد تعلمت من عيناكِ كم كنتي تكذبين ..

عندما لم تعيرين شقاوتي الانتباه ..

وتعلمت كم كنتي تكذبين عندما قلتي ان ابجديتي لا تعني عينيك انتي ..

فربما نسيتي ان مهنة عيناي ..

هي ان تعري كذباتك المشروعة ..

من بين رمش عينيكِ..

سأسرق تلك الدمعات ..

واجعلكِ يتيمة بدون حُزن ..

فعيناك بيدر الجمال وحقل الياسمين ..

ايتها الاميرة القادمة من مملكة الغيمات ..

سأجعلك مرة ترقصين على اطراف الحلم ..

ومرةً في زرقة المحيط ..

ومرة في زرقة عيناي ..

فقد اخبرتني ربطات شعركِ ..

ووشاحك ِ..

انكِ لم ترقصين منذ الف عام على ذات الانغام ..

واخبرني منديلك ان اصدق الكذب هو ذاك الذي تنسجين على مسامع اوراقك ..

كلما كتبتي لي وعني ..

ربما لأنك تعرفين ان الاطفال الكبار مثلي ينجذبون لبعض الكذبات اللطيفة ..

عندنا تهربين

عندما تهربين ..

من كل شيء حولك ..

قهوتك ..

اقلامك ..

وساعتك الزرقاء ..

و بقايا اتزانك ..

ومن خيالي المطبوع في مراياك ..

ومن صوت فيروز..

سلم لي عليه وقله إني بسلم عليه ..

وتغرقين في تفاصيل الاشياء..

ولا تجدين تفسير لكل هذا ..

بين الشيء واللا شيء ..

ترحل بك الاحلام والوقائع ..

عندما تهربين ..

تجدين امامك بحرا من الضباب ..

وجبال من الياسمين ..

فتحتار بك الخطى ..

وتتسائلين اي نوع من الجمادات هذا ..

رجل جليدي ..

يشبه الزئبق ..

ويمتطي الاحلام ..

يجمع بين الخوف والشجاعة ..

ابرز ملامحه اللا ملامح ..

طفل كبير يجمع بين العشرين والاربعين ..

يدعوني اليه ثم لا يقول شيء..

ويقول كل شيء ولا يقول ..

عندما تهربين ..

افتش عن بقاياء كحلك ..

وقارورة عطرك ..

وامشاطك ..

وعن وقع خطواتك ..

واسأل عقدك كلما اشتقت الى جنونك ..

فقد تعلمت ان الجنون ابداع ..

فلم يبهرني شيء اكثر من الجنون ..

ذاك الذي لا يحمل الاقنعة ..

ولا يتصنع الوقار ..

عندما تهربين ..

كقطرة هربت من غيمة ..

لكي تعانق الياسمين ..

وتجعل الصباحات ندية ..

وتهربين كضحكة ..

غادرت القلب وارتسمت على الشفاة ..

اجدني كطفل لئيم ..

يكسر كل شيء حوله..

ثم ينام ..

عندما اشتاق ان احب

عندما أشتاق أن احب ..

افتش بين كل تلك الأحاسيس التي تسكنني ..

عن إحساس واحد فقط يصلني بك ..

فإجدني امخر عباب الشوارع ..

وافتش بين كل الإناث عن انثى مرسومة في مخيلتي لم تصل محطة قلبي بعد ..

انثى تمتلك بطاقة الصعود ذات السبع نجمات ..

لتصعد إلى قلبي..

وتضع قبعتها ذات الريشة البيضاء تحت ذراعها وتمضي ..

وتجعل من تعقلي جنون ..

ومن إتزاني طيش ..

انثى تسرق من خريف عمري ثلاثون ربيع ..

فاعود معها طفل لا يفقه شيء عن كل حماقاته ..

انثى فارعة الخيال ..

يحكي ذاك الشعر المنسدل فوق خاصرتها عن حكاية غرور ..

لا يليق الا ان يكون لها ..

وتحكي تلك الرموش قصة خنجرين تدمي كل من صادف ذات

يوم دربها ..

عندما أشتاق ان أحب ..

ويسري بي ذات الحلم النائم في اعماقي نحوك ..

افتش بين مليار أنثى اين انت ..

وهل أنت حكاية ابرة في كومة نساء ..

فتنهرني وسادتي كل مساء ..

وتسخر من جنوني ..

وتسألني كيف لي ان افتش عن ماء بين ذرات الضباب ..

عندما أشتاق ان أحب ..

ابكي حزني المسكوب على الطرقات ..

وحلمي المسجون في شرنقتك ..

وايامي المنسله من بين الانامل ..

ووعودي الكاذبة لذاتي كل نهار أني سأجدك ..

وطقطقة كعبك التي لا زالت تدوي كل لحظة وانت لم تصلي بعد ..

وأبكي تلك السعادة التي امني ذاتي بها كلما وعدتني بك ..

مثل كل ساذجي المشرق ..

عندما اشتاق ان احب ..

اتعهد كل يوم لذاتي وانا اعانق الوسادة ..

بأن كل الصفات الشرقية التي تجعلني انتظر الصدف ان ترسلك إلي..

بأني لن اؤومن بها بعد يومي ..

وبانك اقرب الان إلي ومنذ عشرون ربيع ..

فتمضي الايام وانا انكث عهودي لذاتي بتكرار..

فينتصر الشرق في داخلي على كل الأماني..

قبس من نور

كقبسً من نور ..

تظهرين كنجمة بنفسجية لتخبرين كل الظلام من حولي ..
انكِ هُنا ..

وإنه لم يعد بوسعة ان يستعمرني..

برقم طول المسافة بين السماء وبيني..

فأنتِ فوق مدى الادراك هناك ..

وأنا هنا وأقف بذات المكان ..

انظر اليكِ بإعجاب..

وتأمُل ..

كحال من يعجبون بضوء النجمات..

وينظرون الى تلك الخيوط التي ترسلها لتملى الاروح بهجة ..

كقبسً من نور ..

هو ذاك الاحساس الذي تنثرين من حولي ..

كضوء شموع في ليلة ميلاد..

وكضحكة طفل بروح بريئة ..

وأنا اتتبع خطواتك..

مثل تائه في صحراء بلا دليل ..

و أرسمكِ في مخيلتي بريشة جافنتشي ..

والحان موزار ..

وصوت فيروز عند كل صباح ..

و اأُردِد ..

حبيتك تنسيت النوم ياخوفي تنساني ..

كقبسً من نور ..

اختار ان اسرقك خلسةً منكِ ومني ..

واحتفظ بك دون علمكِ وعلمي ..

وأخذ وردة ذات احدى عشر ريش ..

لكي اقول وانا اقص اجزائها واردد بخجل .

منك ومني..

تحبني ..

لا تحبني ..

واحتار ايهم ابداء ..

لكي لا اصاب بخيبة ..

فقد تعثر حظي مع كل الجميلات منذ ثلاثون خريف ..


احساس غير

الاحلام المتكسرة

عندما تفردين اجنحتك ..

أجدني احد المتأملين فيك تارة انظر اليك من خلف الابجدية ..

وتارة اخرى الى خيباتي منذ رحلت في كتب العشق ..

وتارة اخرى الى جسدي الشاب المختبىء بروحً شائبة ..

تخدع المناظر دائما لكننا لا نخطئ نظرات الاعين ..

نحن عبارة عن مشاعر مختزلة في اعيننا ..

عندما تفردين اجنحتك ..

اجد السماء تعزف لحنً فيروزي خالد ..

وتدندن عبق جبراني..

اعطني النآي وغني ..

فأجدني اتتبع السواقي على وقعها ..

وافترش الارض والتحف السماء ..

فقد وجدت فيك سلمى وفيّ جبران ..

جمعتنا الابجدية وخلّفنا الحاضر ..

فأصبحنا قصة على هامش الذكريات..

عندما تفردين اجنحتك ..

الملم كل الاحزان من حولي ..

واجمعها في زاوية الليل ..

وانتظر ..

فقد تعلمت ان الانتظار امل ..

وان كل القصص الخالدة كانت مستحيلة ..

وان الارواح التي تشبهنا ..

ونقضي زمن طويل نفتش عنها ..

بين أكوام التكرار ..

ربما سوف نجدها ذات نهار صدفة ..

عندما تفردين اجنحتك ..

سوف ارسمك على كراسة الخيال ..

وانسجك في حديقة الاحلام ..

واودعك كما نودع الاحلام المتكسرة..


إحساس غير..

منذُ عشرين عام ..


منذ عشرين عام وأكثر ..

افتش عنك في ملامح المارين ومعاطفهم ..

بحثت عنك في الاف الصور ودققت في كل الملامح ..

فلم اجدك في جمال شقراوات الشام ..

منذ عشرين عام وأكثر ..

وأنت الحلم الذي لم اصحو منه ..

وانت الكاس الذي اسكرني دون شرب ..

وانت السراب الذي طفت ازقة صنعاء باحثا عنه

في جمال اعين ضباها ..

وعدت خالي الوفاض..

منذ عشرين عام وكثر ..

وأنت السؤال الاصعب ..

الذي عجزت صبايا نجد ان تجيبني عنه ..

وتهت في صحراء وجدي وشوقي كفارس بلا فرس ..

منذ عشرين عام وأكثر ..

وانا اجوب الطرقات كالمجانين باحث بين اوجه العابرين ..

عن قطعة سكر بين اكوام الملح ..

وعن زهرة ليلك بين حدائق من اشوك ..

وعن انثى بين طوابير النساء ..

منذ عشرين عام واكثر ..

مازلت مرهق من رحلتي الخرافية ..

ومن جنوني المسكون بين الحروف وتحت جلد الابجدية ..

وفي غابات الروتين القاتلة ..

التي تنبت فوق نفاق البشر ..

وغرورهم المنفوخ كبالون تائه في الهواء ..

منذ عشرين عام واكثر..

وأنا كطائر حزين ..

يبحث عن ذاته في جدائلك وعلى مشارف كحلك..

وفي ازرار قميصك ..

وفي غياهب روحك ..

ولم يفقد الامل ان تطلي ذات نهار كطائر العنقاء ..

من تحت ركام الهموم..