الجمعة، 11 أكتوبر 2013

ذيصراء سامحيني يا حبيبتي






يُقال كل فتاة بابيها معجبة وكل أنسان بموطنه فخور.
ولكن عندما يكون موطنك هي تلك القرية الآسرة.
يكفيك ان تنظر الدفء في عيون احد ابنائها.
وأن ترى الطهر الذي لم يتلوث بعد .
لم أنسى ذلك المنظر وذاك الشعور الذي يلبسني عند كل عودة اليها اشعر بدفء الاحتضان مع كل وصول.
وكأن ذرات التُراب والاحجار الصغيرة تعاتِبني لغيابي
واشعر بعبرتها مع كل مغادرة.
تكتنفها لوعة الفراق ..
لازالت ذكريات مدرستها تحتلني.
ولازال الزمن الجميل يسكنني.
ذكريات الفقر في كل زوايا الحياة فيها.
أجمل وأبقى وانقى من ذكريات الترف في كل اصقاع الارض التي حط بها رحلي.

ذيصراء هي تلك الساكنة في اعماق الاعماق.
القادمة من عُمق التاريخ الضاربة جذورها فيه .
وفي حنايا الحنايا اشعر بأن لا أحد يعشقها اكثر مني بالرغم مع يقيني المطلق ان احساسي هذه المرة خانني.
فعاشقوها كُثر كيف لا وهي الفاتنة الوحيدة التي غرقت فيها ..
تلك البلدة الجميلة النائمة بهدوء على السفح وضفاف الوادي لا أدري لماذا تسكنني .
يشغفني حبها .
وتنبض في وريدي ..
هي بلدة بسيطة لا أثر فيها لمغريات العصر من تلك المباني الشاهقة والارصفة المرتفعة.
ولا للحدائق المصطنعة .ومع هذا لاشئ بعيني مثلها.
كم اهوى تجانس ذرات التراب فيها ك تجانس ساكنيها ..
وكم اعشق بساطة اهلها.
قرية لا يسكنها الثراء ولكن يكنها الحب.
ولا تسكنها الفخامة ولكن تسكنها الاصالة.
آن كل تاريخها تختزله تجاعيد الزمن على جبهة شيخ كبير فيها.
لازالت طفولتي في أزقتها هي الحاضر الاقوى في ذهني.
لم تمحو فخامة المدن التي زرتها وعشت فيها عشرون عام ولو يومً واحداً فيها.
لا ادري لماذا.
لازالت زقزقة العصافير التي تغرد كل فجر بأذني.
لا أدري لماذا.
لازالت اصوات مآذنها تصدح في أذني.
ولا أدري لماذا.
لازالت حركة الناس وهديرهم ساكن بمهجتي.
ولا أدري لماذا.
لا زال خرير قطرات المطر يأسرني مع كل ذكرى او صورة اشاهدها.
هكذا انا ياحبيبة قلبي وأمي .
اه لو تعلمين كم اشتاق اليك.
وكم أتمنى بوس ذرات ترابك.
سامحي أبن عاق ذهب يجمع مال فانِ.
ونسى ان له ام ك انت.

( نص عجز ان يعبر عن ما في نفسي لا يجوز اختلاسه )

ليست هناك تعليقات: